من نظريات العالمانيين الشاذة والفاسدة: نظرية "الغاية تبرر الوسيلة"، التي نادى بها ميكيافيللي؛ وهي التحلل من كل القيم والأخلاق والدين والمبدأ، واعتبرها أساسًا يسير عليه الحكام.
وصاحب هذا المبدأ رجل مريض النفس والعقل والفكر، وكانت بلاده إيطاليا- في عهده- مصابة بضعف سياسي، وانحطاط أخلاقي، فألف كتابه "الأمير"، ووضع فيه منهجًا للحاكم، وهو شريعة "الغاب والناب"، ونصح الحاكم أن يترك الإيمان، وأن يضرب به عرض الحائط، وأن يضحي به إذا كان يعوق مسيرته، وأقوى الحكام عنده الذي لا يؤمن بشيء على الإطلاق، ثم دعاه بعد التضحية بالإيمان أن يلجأ إلى العنف والخداع والغش، أليست الغاية تبرر الوسيلة- كما يزعم؟! ورغب الحاكم في كتابه هذا إلى حب البطش وما يمنع أن تسيل الدماء أنهارًا، وأوصاه أن يكون مخيفًا مرعبًا للشعب إذا أراد أن يحرص على النجاح.
فالحاكم عنده لابد أن يتجرد من الدين..
والسياسة لابد أن تتجرد من الأخلاق..
لأن هذه الأشياء مخلفات رجعية قديمة بالية، ألا ساء ما يزعمون، هذه النظرية بكاملها هي التي يعيش عليها العالمانيون اليوم، ولا شغل لهم إلا تدويلها، فهم أعداء للفضيلة، سقط عن وجوههم برقع الحياء، وإذا لم تستح فاصنع ما شئت.
وهتلر كان ينام وتحت رأسه نسخة من هذا الكتاب المدمر، وموسوليني كان من تلاميذ "ميكيافيللي"، وعالمانيون مصر والعرب يحاولون الآن تطبيق الجانب النظري من هذه النظرية، ولن يتوانوا عن تطبيق الجانب العملي منها إذا وصلوا- لا قدر الله- إلى الحكم، كما طبقته الثورة الحمراء من قبل في روسيا