في الولايات المتحدة حاول لص سرقة بنك وشهر المسدس في وجه أمين الصندوق .. وسلمه ورقة كتب عليها سلمني كل مالديك من مال بصمت وإلا أطلقت النار .. ابتسم أمين الصندوق وسلمه المال بكل راحة .. والسبب هو أن الورقة كشف حساب الراتب من الشركة التي يعمل بها الرجل .. ومسجل فيها اسمه وعنوانه بالكامل .. وقد كتب رسالة التهديد على ظهرها .. وقبل وصوله الى المنزل وهو يحمل المال وجد الشرطة بانتظاره!!!!
استقبل الاطباء في قسم مكافحة السموم في جامعة أريزونا شخصاً عضته أفعى ذات الجرس من لسانه .. وعندما سأل عن السبب قال أنه اعجب بالنقوش على ظهرها فحاول تقبيلها فلدغته.!!
وفي عاصمة كوريا الجنوبية كانت إحدى دور السينما تعرض فيلم صوت الموسيقى .. واكتشف مدير السينما أن العرض طويل فقام بإلغاء جميع الأغاني من الفيلم .. مع العلم أن الأغاني هي التي حققت الشهرة للفيلم وجلبت له الأوسكار!!!!
وفي بريطانيا كان هناك شاب مراهق في السادسة عشر من عمره يعاني من رائحة عرقه .. فدفع حياته ثمنا لذلك حين استخدم كميات كبيرة من مزيل الرائحة .. الأمر الذي أدى به لإصابته بنوبة قلبية ووفاته .. بعد ارتفاع نسبة البروبين والبيوتان في دمه نتيجة ترسب هذه المواد القاتلة بكميات كبيرة.!
وفي بريطانيا أيضاً كان أحدهم يعاني من مشاكل في التنفس .. فقرر الاستغناء عن التنفس من الأنف واستخدام فمه .. لذلك فما كان منه إلا أن يسد أنفه بمادة سوبر جلو اللاصقة .. وزادت أزمته تفاقما .. واضطر الاطباء لاجراء جراحة لفتح الانف وتخليصه من الصمغ!!!!!
وفي كاليفورنيا انتهت إحدى مهربات المخدرات إلى السجن بتهمة حيازة المخدرات .. مخباة تحت موتور السيارة .. وقد أخذت الامرأة السيارة إلى الكراج ليتم تبديل الزيت فيها .. من دون أن تفطن بأن العامل سيفتح غطاء السيارة لتبديل الزيت .. مما أدى به لابلاغ الشرطة عن المخدرات!!!!!
وفي فرنسا حاول أحددهم إزالة بقعة من الزيت من على قميصه .. فوضع القميص في الغسالة و أضاف إليه البنزين وبعض المبيضات .. فما كان بالغسالة إلا أن تطلق شرارة لتشتعل النار قيها !! وانفجرت انبوبة الغاز فيها ومن ثم انفجار الغسالة الذي أدى لتدمير المنزل
عندما تستيقظ من النوم ابتسم واشكر الله على نعمة البقاء فلديك يوم في رصيد حياتك لتقضيه في طاعة الرحمن
㋡ عندما ترى والديك أمامك ابتسم فهناك الكثير من الذين انحرموا من نعمة الوالدين ㋡ عندما تتوجه إلى العمل ابتسم فالبعض لا زال يبحث عن العمل ㋡ عندما تتذكر بعض الضغوطات التي مررت بها ابتسم لأنها مضت ولن تحدث مجدداً إن شاء الرحمن ㋡ عندما تمر بموقف صعب ابتسم لأن لك رباً عظيماً تستطيع اللجوء إليه في أي وقت -ألا بذكر الله تطمئن القلوب- ㋡ عندما تفشل في تجربة معينة ابتسم يكفيك شرف المحاولة ㋡ عندما يجرحك شخص عزيزاً عليك ابتسم فهناك العديد من الأشخاص الذين يحاولوا أن يداو جراحك
㋡ عندما يظلمك من حولك ابتسم لأنك لم تظلم أحداً يوماً ㋡ عندما تعرف إن فلاناً من الناس لا يحبك ابتسم فهناك العديد من الأشخاص الذين يحبونك ويتمنون لك السعادة
ابتسم وتذكر انت من تملك حياتك وانت من تعيشها فبإرادتك أن تجعلها جنة صغيرة سعيدة وبإرادتك أن تجعلها سوداء مليئة بالأحزان ولك الخيار لتختار وابتسم لأنك تملك الخيار الصحيح
ياتعدي شارع فيصل ....... ياتسوق على الدائري بالليل 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000
عاوز تموت م الجوع ؟
ياتتجوز بنت حلوة غاويه نيو لوك .ياتسافر تعمل شوبينج في لبنان 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 عاوز تموت م الحسره ؟
ياتتفرج على جلسات مجلس الشعب ....يا تتناقش مع ابنك في القيم والأخلاق 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 عاوز تموت م الغيظ ؟
ياتتفرج على افلام اليومين دول......... ياتتفرج ع قنوات الفيديو كليب 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 عاوز تموت م الزهق ؟
ياتدخل على النت من التليفون .... ياتستنى دورك في عيادة الدكتور الكبير من غير واسطة 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 عاوز تموت مخنوق ؟
ياتروح تجدد رخصة العربية ......... ياتتفرج على الفضائية المصرية 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 عاوز تموت مفروووس ؟
ياتتفرج على اعلانات التليفزيون . ياتتفرج على ستار اكاديمي 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 عاوز تموت مرعوووووب ؟
ياتسأل على سعر الشالية في مارينا ....... ياتروح تحلل المياة الى بنشربها 000000000000000000000000000000000000000000000000000000000 عاوز تموت مشهور ؟
لماذا نرى الكرواسان على هذا الشكل الملتوي ؟ ولماذا تمت تسميته بهذا الإسم - الكرواسان - ؟ كلمة كرواسان croissant فرنسية وتعني ( الهلال ) و بالإنجليزي crescent
[ ما هي القصة ؟ ] قصة اختراع الكرواسان تعود لأيام الدولة العثمانية حيث كانت الخلافة الإسلامية تجاهد في سبيل الله وتغزو بلاد الكفار ، حتى وصلت دول أوروبا وتوقف الجهاد على أسوار فيينا - النمسا حالياً - حيث استعصى على الجيش العثماني المسلم اختراق قلاع وأسوار فيينا القوية ففكر المجاهدون بأن يحفروا نفقاً من تحت الأسوار ليلاً وفي ليلة من الليالي ، حين اقترب الحفر من أسوار المدينة صادف أن كان خباز المدينة مستيقظاً في وقت متأخر ليجهز الخبز قبل الفجر فانتبه لأصوات تصدر من باطن الأرض فشك في الأمر وانطلق إلى حاكم المدينة وأعوانه حيث كان الجميع يعلمون أن المسلمين يحاولون دخول البلدة فانطلق الحاكم مع الخبراء لمصدر الصوت وتيقنوا من أن المسلمين يقومون بالحفر ومحاولة دخول المدينة فتربصوا بهم وألحقوا بالجيش المسلم هزيمة نكراء واحتفل أهل فيينا بهذه المناسبة وتم تكريم الخباز وأراد الخباز حينها أن يُخَلِّد صنيعه فاستأذن من الحاكم أن يقوم بصنع خبزة على شكل (هلال) وكان الهلال شعار الدولة العثمانية آنذاك فأراد الخباز أن يتذكروا دائما هزيمة المسلمين كلما قضموا وأكلوا الهلال المصنوع من العجين وقام بتسمية هذه الخبزة بالهلال - الكرواسان ومنذ ذلك الوقت انتشر الكرواسان في أنحاء أوروبا يُذَكِّر الجميع بهزيمة المسلمين وتوقف الجهاد أمام مجهود رجل خباز اهتم لأمر دينه وقومه
[ على فكرة ] هذه القصة موجودة ضمن مقرر دراسي لطلاب الابتدائية في النمسا انظروا كيف يعلمون الأطفال قصة الكرواسان والعداوة للمسلمين !! ويعترضون على مقرراتنا الدراسية ويطالبون بتغييرها وانظر كيف يكون للطعام ثقافة وأهداف وليس مجرد طعام وشراب يلقى في الأفواه ولا أقصد من هذه المشاركة تحريم أكل الكرواسان ولكني أردت أن ألفت انتباهكم إلى عمق الدلالات العقدية في أمور قد نعتبرها بسيطة فمتى نتعلم من هذه الدروس ؟!
أنتزع مني بطاقتي الشخصية ليتأكد أني عربية وبدأ يفتش حقيبتي وكأني أحمل قنبلة ذرية وقف يتأملني بصمت ... سمراء وملامحي ثورية فتعجبت لمطلبه وسؤاله عن الهوية كيف لم يعرف من عيوني أني عربيه أم أنه فضل أن أكون أعجمية لأدخل بلاده دون إبراز الهوية وطال انتظاري وكأني لست في بلاد عربية أخبرته أن عروبتي لا تحتاج لبطاقة شخصية فلم انتظر على هذه الحدود الوهمية؟ وتذكرت مديح جدي لأيام الجاهلية عندما كان العربي يجوب المدن العربية لا يحمل معه سوى زاده ولغته العربية وبدأ يسألني عن أسمي ... جنسيتي وسر زيارتي الفجائية فأجبته أن اسمي وحدة جنسيتي عربية ... سر زيارتي تاريخية سألني عن مهنتي وإن كان لي سوابق جنائية فأجبته أني إنسانة عادية لكني كنت شاهدا على اغتيال القومية سأل عن يوم ميلادي وفي أي سنة هجرية فأجبته أني ولدت يوم ولدت البشرية سألني إن كنت أحمل أي أمراض وبائية فأجبته أني أصبت بذبحة صدرية عندما سألني ابني عن معنى الوحدة العربية فسألني أي ديانة أتبع الإسلام أم المسيحية فأجبته بأني أعبد ربي بكل الأديان السماوية فأعاد لي أوراقي حقيبتي وبطاقتي الشخصية وقال عودي من حيث أتيت فبلادي لا تستقبل الحرية
أقرأوها وتمعنوا فيها... أثابكم الله وقد ذكرها الشيخ خالد الراشد كثيرا.... ويُقال انها قصته الشخصية:
لم أكن جاوزت الثلاثين حين أنجبت زوجتي أوّل أبنائي... ما زلت أذكر تلك الليلة .. قيت إلى آخر الليل مع الشّلة في إحدى الاستراحات.. كانت سهرة مليئة بالكلام الفارغ.. بل بالغيبة والتعليقات المحرمة... كنت أنا الذي أتولى في الغالب إضحاكهم.. وغيبة الناس.. وهم يضحكون.
أذكر ليلتها أنّي أضحكتهم كثيراً.. كنت أمتلك موهبة عجيبة في التقليد.. بإمكاني تغيير نبرة صوتي حتى تصبح قريبة من الشخص الذي أسخر منه... أجل كنت أسخر من هذا وذاك.. لم يسلم أحد منّي أحد حتى أصحابي.. صار بعض الناس يتجنّبني كي يسلم من لساني.
أذكر أني تلك الليلة سخرت من أعمى رأيته يتسوّل في السّوق.... والأدهى أنّي وضعت قدمي أمامه فتعثّر وسقط يتلفت برأسه لا يدري ما يقول.. وانطلقت ضحكتي تدوي في السّوق..
عدت إلى بيتي متأخراً كالعادة.. وجدت زوجتي في انتظاري.. كانت في حالة يرثى لها.. قالت بصوت متهدج: راشد.. أين كنتَ ؟
قلت ساخراً: في المريخ.. عند أصحابي بالطبع ....
كان الإعياء ظاهراً عليها... قالت والعبرة تخنقها: راشد… أنا تعبة جداً ..... الظاهر أن موعد ولادتي صار وشيكا ..
سقطت دمعة صامته على خدها.. أحسست أنّي أهملت زوجتي.. كان المفروض أن أهتم بها وأقلّل من سهراتي... خاصة أنّها في شهرها التاسع .
حملتها إلى المستشفى بسرعة.. دخلت غرفة الولادة... جعلت تقاسي الآلام ساعات طوال.. كنت أنتظر ولادتها بفارغ الصبر.. تعسرت ولادتها. فانتظرت طويلاً حتى تعبت.. فذهبت إلى البيت وتركت رقم هاتفي عندهم ليبشروني.
بعد ساعة.. اتصلوا بي ليزفوا لي نبأ قدوم سالم ذهبت إلى المستشفى فوراً.. أول ما رأوني أسأل عن غرفتها.. طلبوا منّي مراجعة الطبيبة التي أشرفت على ولادة زوجتي.
صرختُ بهم: أيُّ طبيبة ؟! المهم أن أرى ابني سالم.
قالوا، أولاً راجع الطبيبة ..
دخلت على الطبيبة.. كلمتني عن المصائب ..... والرضى بالأقدار . ثم قالت: ولدك به تشوه شديد في عينيه ويبدوا أنه فاقد البصر!!
خفضت رأسي.. وأنا أدافع عبراتي.. تذكّرت ذاك المتسوّل الأعمى الذي دفعته في السوق وأضحكت عليه الناس.
سبحان الله كما تدين تدان ! بقيت واجماً قليلاً.. لا أدري ماذا أقول.. ثم تذكرت زوجتي وولدي .. فشكرت الطبيبة على لطفها ومضيت لأرى زوجتي..
لم تحزن زوجتي... كانت مؤمنة بقضاء الله.. راضية. طالما نصحتني أن أكف عن الاستهزاء بالناس.. كانت تردد دائماً، لا تغتب الناس ..
خرجنا من المستشفى، وخرج سالم معنا. في الحقيقة، لم أكن أهتم به كثيراً. اعتبرته غير موجود في المنزل. حين يشتد بكاؤه أهرب إلى الصالة لأنام فيها. كانت زوجتي تهتم به كثيراً، وتحبّه كثيراً. أما أنا فلم أكن أكرهه، لكني لم أستطع أن أحبّه!
كبر سالم.. بدأ يحبو.. كانت حبوته غريبة.. قارب عمره السنة فبدأ يحاول المشي.. فاكتشفنا أنّه أعرج. أصبح ثقيلاً على نفسي أكثر. أنجبت زوجتي بعده عمر وخالداً.
مرّت السنوات وكبر سالم، وكبر أخواه. كنت لا أحب الجلوس في البيت. دائماً مع أصحابي. في الحقيقة كنت كاللعبة في أيديهم ...
لم تيأس زوجتي من إصلاحي. كانت تدعو لي دائماً بالهداية. لم تغضب من تصرّفاتي الطائشة، لكنها كانت تحزن كثيراً إذا رأت إهمالي لسالم واهتمامي بباقي إخوته.
كبر سالم وكبُر معه همي. لم أمانع حين طلبت زوجتي تسجيله في أحدى المدارس الخاصة بالمعاقين. لم أكن أحس بمرور السنوات. أيّامي سواء . عمل ونوم وطعام وسهر.
في يوم جمعة، استيقظت الساعة الحادية عشر ظهراً. ما يزال الوقت مبكراً بالنسبة لي. كنت مدعواً إلى وليمة. لبست وتعطّرت وهممت بالخروج. مررت بصالة المنزل فاستوقفني منظر سالم. كان يبكي بحرقة!
إنّها المرّة الأولى التي أنتبه فيها إلى سالم يبكي مذ كان طفلاً. عشر سنوات مضت، لم ألتفت إليه. حاولت أن أتجاهله فلم أحتمل. كنت أسمع صوته ينادي أمه وأنا في الغرفة. التفت .... ثم اقتربت منه. قلت: سالم! لماذا تبكي؟!
حين سمع صوتي توقّف عن البكاء. فلما شعر بقربي، بدأ يتحسّس ما حوله بيديه الصغيرتين. ما بِه يا ترى؟! اكتشفت أنه يحاول الابتعاد عني!! وكأنه يقول: الآن أحسست بي. أين أنت منذ عشر سنوات ؟! تبعته ... كان قد دخل غرفته. رفض أن يخبرني في البداية سبب بكائه. حاولت التلطف معه .. بدأ سالم يبين سبب بكائه، وأنا أستمع إليه وأنتفض.
أتدري ما السبب!! تأخّر عليه أخوه عمر، الذي اعتاد أن يوصله إلى المسجد. ولأنها صلاة جمعة، خاف ألاّ يجد مكاناً في الصف الأوّل. نادى عمر.. ونادى والدته.. ولكن لا مجيب.. فبكى.
أخذت أنظر إلى الدموع تتسرب من عينيه المكفوفتين. لم أستطع أن أتحمل بقية كلامه. وضعت يدي على فمه وقلت: لذلك بكيت يا سالم !!...
قال: نعم ..
نسيت أصحابي، ونسيت الوليمة وقلت: سالم لا تحزن. هل تعلم من سيذهب بك اليوم إلى المسجد؟
قال: أكيد عمر ...... لكنه يتأخر دائماً ..
قلت: لا ... بل أنا سأذهب بك..
دهش سالم .. لم يصدّق. ظنّ أنّي أسخر منه. استعبر ثم بكى. مسحت دموعه بيدي وأمسكت يده. أردت أن أوصله بالسيّارة. رفض قائلاً: المسجد قريب... أريد أن أخطو إلى المسجد - إي والله قال لي ذلك.
لا أذكر متى كانت آخر مرّة دخلت فيها المسجد، لكنها المرّة الأولى التي أشعر فيها بالخوف والنّدم على ما فرّطته طوال السنوات الماضية. كان المسجد مليئاً بالمصلّين، إلاّ أنّي وجدت لسالم مكاناً في الصف الأوّل. استمعنا لخطبة الجمعة معاً وصلى بجانبي... بل في الحقيقة أنا صليت بجانبه ..
بعد انتهاء الصلاة طلب منّي سالم مصحفاً. استغربت!! كيف سيقرأ وهو أعمى؟ كدت أن أتجاهل طلبه، لكني جاملته خوفاً من جرح مشاعره. ناولته المصحف ... طلب منّي أن أفتح المصحف على سورة الكهف. أخذت أقلب الصفحات تارة وأنظر في الفهرس تارة .. حتى وجدتها.
أخذ مني المصحف ثم وضعه أمامه وبدأ في قراءة السورة .... وعيناه مغمضتان ... يا الله !! إنّه يحفظ سورة الكهف كاملة!!
خجلت من نفسي. أمسكت مصحفاً ... أحسست برعشة في أوصالي... قرأت وقرأت... دعوت الله أن يغفر لي ويهديني. لم أستطع الاحتمال ...... فبدأت أبكي كالأطفال. كان بعض الناس لا يزال في المسجد يصلي السنة ... خجلت منهم فحاولت أن أكتم بكائي. تحول البكاء إلى نشيج وشهيق ...
لم أشعر إلا ّ بيد صغيرة تتلمس وجهي ثم تمسح عنّي دموعي. إنه سالم !! ضممته إلى صدري... نظرت إليه. قلت في نفسي... لست أنت الأعمى بل أنا الأعمى، حين انسقت وراء فساق يجرونني إلى النار.
عدنا إلى المنزل. كانت زوجتي قلقة كثيراً على سالم، لكن قلقها تحوّل إلى دموع حين علمت أنّي صلّيت الجمعة مع سالم ..
من ذلك اليوم لم تفتني صلاة جماعة في المسجد. هجرت رفقاء السوء ... وأصبحت لي رفقة خيّرة عرفتها في المسجد. ذقت طعم الإيمان معهم. عرفت منهم أشياء ألهتني عنها الدنيا. لم أفوّت حلقة ذكر أو صلاة الوتر. ختمت القرآن عدّة مرّات في شهر. رطّبت لساني بالذكر لعلّ الله يغفر لي غيبتي وسخريتي من النّاس. أحسست أنّي أكثر قرباً من أسرتي. اختفت نظرات الخوف والشفقة التي كانت تطل من عيون زوجتي. الابتسامة ما عادت تفارق وجه ابني سالم. من يراه يظنّه ملك الدنيا وما فيها. حمدت الله كثيراً على نعمه.
ذات يوم ... قرر أصحابي الصالحون أن يتوجّهوا إلى أحدى المناطق البعيدة للدعوة. تردّدت في الذهاب. استخرت الله واستشرت زوجتي. توقعت أنها سترفض... لكن حدث العكس !فرحت كثيراً، بل شجّعتني. فلقد كانت تراني في السابق أسافر دون استشارتها فسقاً وفجوراً.
توجهت إلى سالم. أخبرته أني مسافر فضمني بذراعيه الصغيرين مودعاً...
تغيّبت عن البيت ثلاثة أشهر ونصف، كنت خلال تلك الفترة أتصل كلّما سنحت لي الفرصة بزوجتي وأحدّث أبنائي. اشتقت إليهم كثيراً ..... آآآه كم اشتقت إلى سالم !! تمنّيت سماع صوته... هو الوحيد الذي لم يحدّثني منذ سافرت. إمّا أن يكون في المدرسة أو المسجد ساعة اتصالي بهم.
كلّما حدّثت زوجتي عن شوقي إليه، كانت تضحك فرحاً وبشراً، إلاّ آخر مرّة هاتفتها فيها. لم أسمع ضحكتها المتوقّعة. تغيّر صوتها ..
قلت لها: أبلغي سلامي لسالم، فقالت: إن شاء الله ... وسكتت...أخيراً عدت إلى المنزل. طرقت الباب. تمنّيت أن يفتح لي سالم، لكن فوجئت بابني خالد الذي لم يتجاوز الرابعة من عمره. حملته بين ذراعي وهو يصرخ: بابا .. بابا .. لا أدري لماذا انقبض صدري حين دخلت البيت.
استعذت بالله من الشيطان الرجيم ..
أقبلت إليّ زوجتي ... كان وجهها متغيراً. كأنها تتصنع الفرح.
تأمّلتها جيداً ثم سألتها: ما بكِ؟
قالت: لا شيء .
فجأة تذكّرت سالماً فقلت .. أين سالم ؟
خفضت رأسها. لم تجب. سقطت دمعات حارة على خديها...صرخت بها ... سالم! أين سالم .؟
لم أسمع حينها سوى صوت ابني خالد يقول بلغته: بابا ... ثالم لاح الجنّة ... عند الله...
لم تتحمل زوجتي الموقف. أجهشت بالبكاء. كادت أن تسقط على الأرض، فخرجت من الغرفة.
عرفت بعدها أن سالم أصابته حمّى قبل موعد مجيئي بأسبوعين فأخذته زوجتي إلى المستشفى .. فاشتدت عليه الحمى ولم تفارقه ... حين فارقت روحه جسده ..
إذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت، وضاقت عليك نفسك بما حملت فاهتف ... يا الله
إذا بارت الحيل، وضاقت السبل، وانتهت الآمال، وتقطعت الحبال، نادي ... يا الله
لقد اراد الله سبحانه وتعالى ان يهدي والد سالم على يد سالم قبل موت سالم