الجمعة، 8 يناير 2010

الدرهم والدينار


تزوجت هند بنت النعمان من الحجاج بن يوسف الثقفي، وهي كارهة له، فقد كانت ملكة جمال عصرها، وفي ذات يوم كانت تسرح شعرها امام المرآة ولم تكن تعلم بوجود الحجاج خلفها، وكانت تتغني وتقول:

وماهنـــد إلا مهـرة عربـيـة ســلائل أفــــراس تـحـللــها بغـل
فإن انجبت مُهـرة فلله درهـا وإن أنجبت بغلا فبغل أتى من بغل

فسمعها الحجاج ... و لم تكن تعلم بوجوده في غرفتها، لأنه دخل عليها خلسة،
فطلّقها بعد أن سمع هذه الأبيات منها ....
وكان الحجاج وقتئذ أميرا على العراق، وكان الخليفة انذاك الوليد بن عبدالملك، فسمع الوليد عن جمال هند وعن رجاحة عقلها، فأرسل من يخطبها له، بعد أن طلقها الحجاج، فقالت لمن جاء يخطبها: "قل للأمير إن الكلب قد ولغ في الإناء".
فرد الوليد متمثلاً بالحديث الشريف (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليغسله سبع مرات ولتكن إحداهن بالتراب)
فوافقت على الزواج من الوليد، ولكن بشرط أن ترحل من الكوفة - حيث كانت - إلى بغداد - حيث الخليفة الوليد بن عبدالملك - على الهودج الذي كان يحمل على الناقة، وأن يقودها الحجاج بن يوسف بنفسه ماشيا على الأقدام من الكوفة إلى بغداد.

وكانت الرحلة ..والحجاج قائد للناقة مشيا على الاقدام وهند ووصيفتها داخل الهودج ( فوق الناقة ) ، في أثناء الرحلة ألقت هند دينارا على الأرض، وقالت لوصيفتها: "أخبري الحجاج ان هندا قد سقط منها درهم فليبحث عنه".

بحث الحجاج ولم يجد درهما وانما وجد الدينار الذي ألقته هند فقال الحجاج لهند: "وجدت دينارا".
فقالت هند: "بل هو درهم" ... فلما كررالقول بأنه دينار ، قالت: "الحمد لله الذي أبدل الدرهم بالدينار".

وكانت تقصد أن الله أبدلها الدرهم وتعني (الحجاج ) بالدينار وتعني ( الوليد).

وهي المرأة الوحيدة التي اذلت الحجاج وجبروته وطغيانه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق